في رحاب القرآن:تفسير سورة “تبارك”

في رحاب القرآن:تفسير سورة “تبارك”


سورة (تبارك) مكية وهي سورة يكثر تردادها وتداولها على الألسنة وهي التي يتخذها الكثير ممن وفقهم الله من الورد الذي عليه يواظبون ليكون حبلهم بربهم موصولا وليكون ذنبهم مغفورا وسعيهم مشكورا. وقد وردت في فضيلة هذه السورة أحاديث صحيحة لا باس من إيراد بعضها ترغيبا وتحبيبا في المداومة على قراءتها وتذكيرا بما أعده الله لمن يقرأها من عظيم الأجر وجزيل الثواب ولا يخفى على أحد ما في مثل هذه الأحاديث الصحيحة من أثر كبير في الدفع إلى الاستزادة من العمل الصالح إذ الأنفس البشرية مجبولة على حب الخير وتحصيله خصوصا عندما يكون هذا الخير والثواب عظيما وكبيرا ويكون العمل المطلوب القيام به يسيرا وفي المتناول. * فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن سورة في القرآن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر له (تبارك الذي في يده الملك) رواه الإمام أحمد والترمذي. * وعن ثابت عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة (تبارك الذي بيده الملك) رواه الطبراني. * وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ضرب بعض أصحاب النبي خباءه على قبر وهو لا يحسب أنه قبر فإذا قبر إنسان يقرأ سورة الملك حتى ختمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر) الترمذي. * وعن ابن الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (كان لا ينام حتى يقرأ ألم تنزيل وتبارك الذي بيده الملك) الترمذي. * وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي) يعني تبارك الذي بيده الملك) الطبراني. * وعن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لرجل ألا أتحفك بحديث تفرح به؟ قال: بلى قال: اقرأ تبارك الذي بيده الملك وعلمها اهلك وجميع ولدك وصبيان بيتك وجيرانك فإنها المنجية والمجادلة تجادل أو تخاصم يوم القيامة عند ربها لقارئها وتطلب له أن ينجيه من عذاب النار وينجى بها صاحبها من عذاب القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي). إن هذه الأحاديث والآثار التي تعاضد بعضها البعض وتقوي بعضها البعض لتدفع المؤمن إلى أن يجعل لهذه السورة القليلة في عدد آياتها والقصيرة بالمقارنة مع غيرها من طوال السور-يجعل لها منزلة خاصة ويعطيها من وقته وليله بالخصوص جزءا يقرأها فيه يتدبر معانيها ويتعرض لأسرارها وبركاتها ويرغب أن ينال من ربه جل وعلا ما وعد به واخبر عنه رسوله الكريم الذي لا ينطق عن الهوى مما أعده الله من عظيم الأجر وجزيل الثواب والنجاة بإذن الله تعالى من أهوال القبر وعذابه وما أدراك ما أهوال القبر، إذ القبر أول منازل الآخرة وهو إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من خفر نار جهنم والعياذ بالله. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة وان يوسعها علينا وان ينورها برحمته وعفوه وكرمه وجوده وتجاوزه وعفوه وإحسانه. ومن أين لنا أن نصبر على أهوال القبر ولا أنيس لنا فيه إلا ما نقدمه من عمل صالح في هذه الحياة الدنيا وهل تنفعنا أموالنا وأولادنا وأصحابنا؟ وهل نقدر على الجواب على سؤال الملكين إذا لم يثبتنا ربنا بالقول الثابت؟. إن كل ما اخبر عنه الكتاب العزيز في عديد الآيات وما اخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بأهوال القبر هو حق لا ريب فيه وهو آت لا محالة ولا عاصم لنا منه إلا رحمة الله ثم توفيقه لنا في هذه الحياة الدنيا كي نعمل عملا صالحا، ومن العمل الصالح تلاوة كتاب الله العزيز آناء الليل وأطراف النهار بتدبر وتمعن وخشوع وحرص على الامتثال لما فيه من أوامر ونواه. يقول الله تبارك وتعالى (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ (4) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5))). تبارك صيغة تمجيد وتعظيم للمولى سبحانه وتعالى ترد عادة شدا للانتباه والاهتمام عند إيراد ما يدل على قدرة الله جل وعلا هذه القدرة التي لا يمكن إن تدانيها قدرة مخلوق مهما كانت طاقاته وإمكاناته ومهما كانت عبقريته وقد وردت في القرآن الكريم وفي الأحاديث والآثار (تباركم الله أحسن الخالقين) وهي من صيغ الأدب الإسلامي والخلق المحمدي حيث يستحب لمن يعجب بأمر من الأمور أو يرى نعمة الله على احد من عباده أن يقول (تبارك الله) وهو بذلك يعيذ ذلك المنعم عليه من العين والعين حق وهي كما قال عليه الصلاة والسلام (تدخل الرجل القبر والجمل القبر). فالله تبارك وتعالى هو مالك الملك، هو ملك ومالك كل شيء، هو ملك ومالك الدنيا والآخرة هو الذي يؤتي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء، انه على كل شيء قدير لا يعجزه أمر في الأرض ولا في السماء (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون). هو الذي خلق الموت والحياة، هو المحيي وهو المميت، هو باث الحياة في الإنسان وفي كل الكائنات بعد أن لم يكن الإنسان وكل الكائنات شيئا مذكورا أي عندما كان عدما مطلقا وهو جل وعلا من يميت (إذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون). والله جل وعلا خالق الموت والحياة لغاية هي ليعلم المحسن من المسيء، المؤمن من الكافر، الجاحد المنكر لوجود الله وعظمته، من يحسن العمل ومن يسيء العمل انه سبحانه وتعالى هو العزيز الغفور. خلق السماوات السبع وجعلهن طباقا فوق بعضهن البعض لا يرى فيهن اختلاف ولا تفاوت. وذلك ما يراه الإنسان ببصره ويلاحظه بعينه ليس في السماوات فطور أي عيب أو نقص أو خلل وعلى الإنسان ليتأكد من دقة خلق الله للسماوات أن يرجع البصر كرتين فلن يجد شقوقا ولا خروقا، وهذا البصر الذي يرى به الإنسان السماوات لن يستطيع أن يديم النظر إليها إذ سرعان ما ينقلب خاسئا صاغرا كليلا من الإعياء فلن يظفر بنقص يلاحظه في خلق الله سبحانه وتعالى. لقد زين اله تبارك وتعالى السماوات بالكواكب المضيئة وجعلها رجوما للشياطين واعد الله للشياطين عذاب السعير في نار جهنم جراء كفرهم وعتوهم وإعراضهم عن أمر ربهم فلن يعجزوه جل وعلا عن أن ينتقم منهم ويذيقهم عذابه الشديد. ثم يقول جل من قائل ( وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7) تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8) قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9) وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)). إن العذاب الذي أعده الله للشياطين الكافرين في نار السعير هو أيضا العذاب الذي ينتظر من كفروا بربهم وأنكروا وجوده ووحدانيته. فهؤلاء سيلقون في جهنم التي لها شهيق وهي تفور كما يفور القدر اشتد غيظها على هؤلاء الكافرين، كلما ألقى في جهنم فوج من الكافرين سأل خزنة جهنم هؤلاء الكافرين ألم يبعث الله لكم نبيا أو رسولا يهديكم إلى سواء السبيل؟ ولا يملك الكافرون حينئذ إلا أن يجيبوا بقولهم بلى قد جاءنا نذير ولكننا كذبنا وأنكرنا أن ينزل الله شيئا وقلنا إن هؤلاء المنذرين في ضلال كبير، لو كانت لنا عقول ولو كنا نسمع القول ونتبع أحسنه ما كنا في أصحاب السعير إن اعتراف الكافرين آنئذ لا يجديهم نفعا إنهم في سحيق جهنم خالدين. ثم يقول جل من قائل (إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)). أما من يخشون ربهم ويخافون عقابه وعذابه الشديد ويصدقون بما وعدهم وتوعدهم به كأنهم يرون ذلك رأي العين ولو كان غيبا بعيدا عليهم لقد اعد الله لهؤلاء مغفرة وأجرا كبيرا. ومهما اسر العبد من قول أو جهر به فان الله سبحانه وتعالى يعلم ما في الصدور لا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء انه لطيف خبير. هو الذي مهد الأرض وجعلها ذلولة صالحة للعمران وللمعاش وهو الذي يدعو عباده إلى أن يسيروا فيها (قل سيروا في الأرض) سير اعتبار وتدبر وسير سعي في طلب الرزق من أطراف الأرض. لقد جعل الله تبارك وتعالى في الأرض وما ينزل من السماء ما يحيي الإنسان من رزق سخره الله ووهبه لعباده فمن الله المبتدأ في الخلق والإيجاد واليه جل وعلا العودة والنشور ولا مفر منه إلا إليه. ثم يقول جل من قائل ( أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ (19)). هل يأمن الإنسان أن يخسف به الله الأرض فإذا هي تذهب وتجيء بقدرته سبحانه وتعالى؟ وهل يأمن الإنسان أن يرسل عليه الله ريحا فيها حصباء تدمغ كل من تقع عليه، إن كل من كذب بما أنذر به الله الكافرين من عباده سيعلمون كيف يكون النذير. انه سبحانه وتعالى على كل شيء قدير ومن قدرته التي نراها بالعين المجردة هذا الطير الذي يطير في السماء بجناحين تحدثان له التوازن المطلوب والاستفادة الكاملة لما في السماء من هواء، وحركات الطير وهن صافات ويقبضن من يمسكهن غير الله؟ ثم يقول جل من قائل (أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (21) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (22) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (23) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (26) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27)). وتتواصل محاجة الله للكافرين الذين اتخذوا من دون الله آلهة هي عاجزة عن أن تنفع أو تضر إنها غير قادرة على نصرة الكافرين الذين استمروا في غرورهم، من سوى الله سبحانه وتعالى قادر على أن يرزق عباده؟ انه العتو والنفور والضلال المبين إن هؤلاء الكافرين في اعوجاج وانحناء قد كبوا على وجوههم كبا وشتان بينهم وبين من يمشي سويا على صراط مستقيم. إن الله جل وعلا هو الذي انشأ الإنسان وهو الذي استخلفه وهو الذي وهب للإنسان السمع والبصر والفؤاد وقليل من عباد الله من يشكر ربه على هذه النعم والمنن الإلهية فالله تبارك وتعالى هو الذي أنشأنا في هذا العالم واليه سبحانه وتعالى نسعى واليه المصير، ويتساءل الكافرون متى سيكون الحشر إلى الله للحساب ويأتي الجواب (إنما العلم عند الله) والرسول عليه الصلاة والسلام هو نذير مبين وبغتة يرى الكافرون في الحقيقة والواقع المصير الحتمي الذي اخبروا به لقد ساءهم ما رأوا لقد جاءهم أمر الله الذي حذروا منه. ثم يقول جل من قائل ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَنْ مَعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَنْ يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ (28) قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (29) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30)) صدق الله العظيم. يأمر الله تبارك رسوله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم أن يقول للكافرين إن الله تبارك وتعالى هو القادر وحده على الإهلاك والرحمة، الله الذي ينكر وجوده الكافرون من سينجيهم من عذابه وعقابه؟ إن المؤمنين بالله هم من يقولون انه الله الرحمان به آمنا وعليه توكلنا وستعلمون أيها الكافرون من هو الذي في ضلال مبين. ويأمر الله رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام في نهاية هذه المحاجة للكافرين بأن يذكرهم ويلفت انتباههم إلى حقيقة ماثلة أمام أعينهم هي حجة وبرهان ودليل على وجود الله وقدرته إنها هذا الماء النابع الذي يشربونه لو غار في أعماق الأرض فمن يأتي بالماء المعين النابع السائح الجاري على وجه الأرض؟ لا يقدر على ذلك إلا الله سبحانه وتعالى وكفى بهذه الحجة برهانا ودليلا للذين يعقلون ولكن (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور).



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.