الشيخ احمد الطيب والبابا فرنسيس جراة في الحق وتطابق في المواقف
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
ما أجمله وما أشد وقعه في انفس المؤمنين خطاب القيادات الروحية الكبيرة وأعني بهما فضيلة الإمام الاكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وقداسة البابا فرنسيس عندما تكاد تتطابق مواقفهما من امهات القضايا والمخاطر التي تتهدد المجتمعات الانسانية بقطع النظر عن اختلاف معتقداتها واديانها فالرجلان تربطهما علاقة احترام متبادل.
وهما يشتركان في التنبيه إلى المخاطرالتي تتعرض لهاالانسانية في هذه المرحلة من تاريخها وهما لاينفكان يدافعان عن الفئات الضعيفة من اطفال ونساء ضحايا العنف والتهميش والتعدي الصارخ المخالف لكل القيم والمواثيق وعلى راسها الاديان السماوية ان القيادتين الروحية والدينية الإسلامية والمسيحية ممثلة في شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يمثلان بحق بمواقفهما الشجاعة هذه صوت الحق الذي لايخشى أصحابه لومة لائم.
وهما بمواقفهما الاصيلة يعبران اصدق تعبير عن جوهر ولب الرسالات السماوية الذي هوالرحمة والاخاء الانساني والحق للجميع بقطع النظر عن العرق والدين والمرتبة الاجتماعية في العيش في امن وسلام ومن يتابع ما يصدر عن شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان من بيانات وتصريحات يكاد يجد بينها تطابقا حتى يخيل اليه انهما يتشاوران فيما بينهما قبل ادلائهما بمواقفهما من القضايا التي تشغل الراي العام اليوم في كل انحاء العالم انها تقريبا نفس المواقف في التنبيه إلى المخاطر والتنديد بالظواهر الخطيرة التي تتهدد المجتمعات الانسانية والمتمثلة في الحروب والحوادث الارهابية الاجرامية.
والتي لا يمكن نسبتها لاي جنس اودين والوقوف ضد العنف المسلط بالخصوص على المراة وعلى الطفل في الكثير من المجتمعات وحرمانهم من ابسط حقوقهم المشروعة في العيش الكريم والانتهاك الصارخ لكرامتهما وانسانيتهما والاستغلال البشع واللاخلاقي لهما من طرف من خلت قلوبهم من الرحمة والشفقة مصاصي الدماء الجشعين الذين اصبحت المادة في كل مظاهرها اكبر همهم ومن اجلها يستبيحون كل شيء فتحية اكبار لهذين الرجلين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان فانهما يستحقان كل تقدير واعجاب وتكريم.
وهما أولى من سواهم بالجوائز بالخصوص تلك التي تسند لمن يتفانون في خدمة الانسانية والدفاع عن حقوق الانسان ان وجود هذين الرجلين في اعلى المراتب والمسؤوليات الدينية يبقى للانسانية بصيص امل في امكانية انقاذ ها مما تردت فيه من المخاطر.