تجلية حقائق الإسلام وبيان خصائصه ومميزاته هي الأولوية المطلقة اليوم

تجلية حقائق الإسلام وبيان خصائصه ومميزاته هي الأولوية المطلقة اليوم


يحتاج الإسلام اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى تجلية حقائقه وبيان خصائصه ومميزاته وإزالة ما ألصق به من شبهات عبر القرون الخوالي. ورغم الجهود التي بذلت ومنذ نهاية القرن التاسع عشر وطيلة القرن العشرين في هذا المجال من قبل العلماء والمفكرين ودعاة الإصلاح إلا أن النتائج هي اقل بكثير من المأمول والمطلوب. ولا يرجع ذلك إلى التقصير والقصور فأعمال هؤلاء الأعلام تشهد على صدق نواياهم وعلى إخلاصهم وتجردهم وتفانيهم إلى الرمق الأخير في حياتهم رغم قلة ما بأيديهم من كتب فإنّ ما دبجته يراعاتهم من مقالات وأبحاث ودراسات وما أسسوه من منابر (إعلامية) تتمثل في مجلات ودوريات وصحف يشهد لهذا الرعيل الأول بالصدق والإخلاص والتفاني. * فالتحرير والتنوير عنوان التفسير الجليل الذي ألفه سماحة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور وكذلك بقية كتبه: أليس الصبح بقريب؟ وهو كتاب متمحض لإصلاح التعليم في الزيتونة وكتاب: أصول النظام الاجتماعي في الإسلام الذي استعرض فيه خصائص نظام الإسلام في بناء الفرد والمجتمع وكتاب: مقاصد الشريعة الإسلامية وهو كتاب فريد في بابه في العصر الحديث يمكن اعتباره عصارة الثقافة الإسلامية بحيث يخرج منه قارئه ودارسه برؤية عميقة بعيدة المدى تنفذ إلى الجوهر وتجمع الأجزاء والأطرف إلى بعضها البعض فيبدو الإسلام من خلال هذا الكتاب صرحا شامخا وبنيانا متماسكا يتجلى فيه العمق والثراء والموضوعية والواقعية والسماحة والتيسير والسعي الجاد لنفي الضرر والضرار ودفع الشر والمفسدة والعمل بكل وسيلة لجلب المصلحة باعتبار التطابق الذي ينبغي أن يكون والذي أراده الله سبحانه وتعالى بين الشرع والمصلحة (حيثما وجدت المصلحة فثم شرع الله). * في نفس هذا الخط الواضح الجلي يمكن أن ندرج قانون عهد الأمان وكتاب خير الدين (أقوم المسالك) وفي هذا النهج الإصلاحي التنويري والتحديثي يأتي كتاب: (روح التحرر في القرآن الكريم) للشيخ عبد العزيز الثعالبي وكتاب (امرأتنا في الشريعة والمجتمع) للطاهر الحداد ولا يخرج عن هذا المسار ما كتبه بيرم والسنوسي وقبادو وغيرهم من علماء تونس ومفكريها الذين كانوا سباقين بالدعوة إلى الإصلاح والعمل على إيقاظ الأمة العربية والإسلامية من سباتها الذي طال. وعلى صفحات (شمس الإسلام)، (والزيتونة)، و(جوهر الإسلام) كتبت عشرات المقالات والدراسات وباللغتين العربية والفرنسية (وهذا تنبه مبكر من علمائنا بضرورة التفتح على الآخر ووجوب الأخذ والعطاء بين المسلمين ومن يتعايشون معهم على هذه اليابسة). * ولم يقتصر التنوير والتبصير على بلادنا وإن كان لها فضل السبق والريادة فقد تنادى العلماء والمصلحون في كل ديار الإسلام كل حسب اجتهاده بضرورة القيام بتجلية حقائق الإسلام وإزالة الشبهات عنه وألقيت على الضمير الإسلامي الأسئلة المحيرة مثل: لماذا تأخر المسلمون وتقدم غيرهم؟ وماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ واتخذت بعض الكتب عناوين لها مثيرة يتوقف عندها وتلفت الانتباه مثل: (غيوم تحجب الإسلام)، و(حقائق الإسلام وأباطيل خصومه)، و(شبهات حول الإسلام)، و(المدينة بين الإسلام والمسيحية) و(رسالة التوحيد) و(قصة الإيمان بين العلم والفلسفة والقرآن) وغير ذلك من عشرات العناوين الدالة بحق على الرغبة الصادقة والجادة من علماء الأمة ومفكريها في التعريف بحقائق الإسلام والعمل بكل ما أوتوا من أجل إزالة الشبهات التي تراكمت عليه فحجبته وحجبت حقائقه. * فلا ينبغي لهذا المجهود أن يتوقف إذ الحاجة اليوم إليه أكثر من أي وقت مضى لأن مواقف وتصرفات بعض من أبناء الإسلام والمنتسبين إليه أعطت الحجج القوية لمن لا تخفى نواياهم السيئة بأن يركزوا في الأذهان ويبثوا بين الناس أن الإسلام والمسلمين خطر داهم وعدو يتربص!! ولأجل ذلك لا بد من مقاومته بكل الوسائل والأساليب ولو دعا الأمر إلى العودة من جديد إلى احتلال العالم الإسلامي والتحكم في شعوبه وبلدانه!!. فالكتب والمقالات والحصص والملفات التي تبثها الشاشات والفضائيات لتكرس في الأذهان الصورة القاتمة البشعة للإسلام والمسلمين لا حصر لها ولا عدّ (ولو كان سهما واحدا لاتقيته). ومقولات: الإسلام حرب على الغرب!، وصراع الحضارات!، ومجانين الله!، والإسلام الدماء والدموع!، والإسلام الإرهاب والقتل!، هي أكثر المفاهيم والعبارات تداولا وترددا منذ بداية تسعينات القرن المنقضي وهذا الأمر يستوجب من المسلمين هيآت علمية ومفكرين وولاة أمور أن يعدوا لهذه المرحلة ما تستحق من عدة وخطة محكمة مستعجلة التنفيذ لا تقبل مزيد التأخير لأن الشبهات تكاد تترسخ لتصبح قناعات. ومما يسهل على المسلمين هذه المهمة أن حقائق دينهم الحنيف وصحائف تاريخهم الطويل تقف خير شاهد على عدالة قضيتهم. فدين الإسلام هو دين الرحمة بالناس أجمعين (وما أرسلناك إلا رحمة للعاملين) وهو دين السلام والتسامح والتعايش (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) وهو دين الوسطية والاعتدال والواقعية والتلاؤم مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، انه دين الكمال والجمال، وهو الدين الصالح لكل زمان ومكان المستجيب من خلال الاجتهاد المتواصل لكل التطلعات والآمال ولا غرابة في الأمر فهو الدين الذي ختم به الله تبارك وتعالى الرسالات السماوية وأتمه وأكمله ورضيه لعباده (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا). صدق الله العظيم



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.