بعد سلمان رشدي رشاد خليفة: تنفيذ خطة لاستخدام القرآن ضد الإسلام

بعد سلمان رشدي رشاد خليفة: تنفيذ خطة لاستخدام القرآن ضد الإسلام


عرفت رشاد خليفة من خلال مقالات تبحث في الإعجاز العلمي للقرآن الكريم نشرتها له مجلات وصحف إسلامية في إطار تقريب الإسلام من الشباب والمثقفين من المؤلفة قلوبهم في هذا الزمن الذي أصيب فيه المسلمون عامة بمركبات إزاء العلم إذ أصبح القرآن الكريم في حاجة إلى شهادات غير المؤمنين به فقد اعترت المسلمين حالات أصبح فيها الاستدلال بمقولات مفكري غير المسلمين في بيان سبق القرآن وإعجازه مما يدخل في النفوس طمأنينة وراحة والحال إنهم في كثير من الأحيان لا يضيفون جديدا بل لا تصل إبداعاتهم إلى جزء يسير مما استنبطه واستخرجه علماؤنا الأعلام عبر العصور عن إعجاز القرآن الكريم فالمؤلفات في وجوه الإعجاز عديدة لا تحصى في حين أنها تتجاوز في الواقع ذلك الحد إلى الغوص في أعماق القرآن بعلم غزير وذكاء وقاد وقدرة فائقة على التعبير والإبلاغ. لقد قلنا لا باس -والظرف يقتضي- أن نستفيد بشهادات هؤلاء الغربيين وبعض أبناء المسلمين ممن درسوا على أيديهم في دعوة الناس إلى العودة للإسلام والتمسك به والالتفات إلى أصوله الخالدة القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة وبرزت في السنوات الأخيرة دراسات بأقلام أطباء ومهندسين وصيادلة وإعلاميين عن الإسلام والعلم ومختلف أوجه الإعجاز العلمي في القرآن فقرأنا عن الإعجاز الطبي في القرآن والإعجاز النباتي الزراعي في القرآن والإعجاز العددي في القرآن والإعجاز الفلكي والفيزيائي في القرآن. وادعى كثير من الكتاب في هذا الميدان بان القرآن الكريم كتاب هذه العلوم جميعها بل ذهب البعض منهج إلى حد الدعوة إلى الاستغناء به عن بقية العلوم الأخرى وما على المسلمين إذا أرادوا التقدم والتحضر والتمدن إلا أن يكون القرآن المرجع الأول والأخير في مكتباتهم ومخابرهم ومراكز بحثهم!! واستدلوا على كلامهم الغريب هذا بالآيات الكريمة من مثل قوله تعالى[ما فرطنا في الكتاب من شيء]. إن أمر هؤلاء لعجيب غريب وان نتائجه لعائدة بالوبال على المسلمين محققة لهم بأيديهم ما يريده لهم أعداؤهم من الاستمرار والبقاء إلى ابد الآبدين في عداد المتخلفين المتأخرين الذين لا يعيشون عصرهم ولا يشاركون في العطاء الحضاري بمختلف مجالاته وقد تناسى هؤلاء أن القرآن الكريم هو قبل كل شيء كتاب هداية [ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين] ويكفي المسلمين فخرا واعتزازا أن دينهم الحنيف وكتابهم العزيز يدعو إلى طلب العلم واكتسابه والتبحر فيه وان للعلم والعلماء في الإسلام منزلة رفيعة وان أول آية نزلت من القرآن كانت تأمر بالقراءة [اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلة علم الإنسان ما لم يعلم]. لقد تجاوز الدين ميدان العلم فإذا كان العلم يحلل فان الدين يعلل ويقدم الأجوبة الشافية المقنعة على الأسئلة الوجودية الفلسفية المعقدة الشيء الذي لا يملكه العلم ولا سبيل إلى أن نزج به فيه أو نطلبه منه. قد نستأنس بالمكتشفات العلمية في سبيل إثبات ربانية القرآن الكريم واستحالة صياغته من طرف إنسان مهما كانت عبقريته. إن في القرآن الكريم إشارات علمية نعتقد انه يستحيل أن تتعارض مع آخر ما توصل إليه العلم الصحيح لا النظريات التي لا تزال في طور البحث والنقاش والتجربة. في هذا الإطار راجت بضاعة بعض الكتاب من غير المختصين في علوم الدين وتقبلها الناس وخصوصا الشباب مننهم بلهفة كبيرة. ولكن عدم اختصاص هؤلاء الكاتبين جعلهم في كثير من الأحيان يجانبون الصواب ويدافعون عن نتائج توصلوا إليها بعد أن بنوها على مقدمات وأصول غير مسلّمة. فاستدل بعضهم على التقدم الحاصل في ميدان تفجير الذرة بقوله تعالى [بل يريد الإنسان ليفجر امامه] واستدل البعض على سبق القرآن في الحديث عن الكوكاكولا بقوله تعالى [وتركوك قائما]!! وإنها لنتائج سخيفة تنم عن جهل مركب: جهل باللغة التي تنزل بها القرآن الكريم ومركب إزاء كل ما يأتي من الآخر. وهي عقدة اعترت المسلمين في عهودهم المتأخرة. إن رشاد خليفة احد هؤلاء الذين تمحلوا في بيان إعجاز القرآن إذ ادخل سوره وآياته في الدماغ الالكتروني وتوصل إلى مجموعة من النتائج لا يملك القارئ ازاءها لا الرفض ولا القبول. فقد اثبت وجود نسق ترتيبي للاحرف على مستوى الكم ففي سورة البقرة مثلا قال رشاد خليفة إن الأحرف الثلاثة [أ.ل.م] يأتي ترتيب ورودها كما في هذه السورة بنفس الترتيب الذي نزلت به وحرف “أ” أكثر ورودا من حرف “ل” وحرف “ل” أكثر من حرف “م” في سورة البقرة. واكتشف بالإحصاء أن حرف “ق” ورد في سورة “ق” أكثر من كل السور الأخرى. وان بسم الله الرحمان الرحيم وردت مائة وأربعة عشرة مرة على عدد سور القرآن رغم أن إحدى سور القرآن وردت بدون بسملة إلا أن سورة أخرى وردت فيها البسملة مرتين: مرة في أولها ومرة في داخل السورة [انه من سليمان وانه بسم الله الرحمان الرحيم]. إلى هذا الحد يبدو انه لا اعتراض على ما توصل إليه رشاد خليفة من نتائج ولكنه تجاوز هذا الحد ليدعي التوصل إلى اكتشاف تاريخ قيام الساعة وذلك بواسطة الإحصاء الحرفي لآيات القرآن الكريم وتبويبها تبويبا معينا. ويحدد لقيام الساعة سنة معينة فيكون بذلك اعلم بالأمر من أنبياء الله ورسله وملائكته المقربين فقد سأل جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم: متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما المسؤول بأعلم من السائل. فأعاد جبريل السؤال ولكنه في المرة الثانية عن أمارت وعلامات الساعة. هناك أجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن رشاد خليفة ينكر السنة ويشكك في صحتها ويتلقى على ذلك جزءا كبيرا ممن يذهب هذا المذهب وينادي بهذه الدعوة. والآيات القرآنية التي تؤكد اختصاص الله بعلم الساعة عديدة [قل علمها عن ربي] [لا يعلمها إلا هو]. ولكن رشاد خليفة يتعسف في التأويل ويدرج كل الآيات الصريحة في الموضوع ضمن المتشابه الذي يدعي انه يشترك في علمه مع الله، فهو حسب دعواه من الراسخين في العلم. لقد حاول رشاد خليفة أن يقتحم الملتقيات والمنتديات بدعوته الضالة هذه فصد اعنف صد وكان ذلك في احد ملتقيات الفكر الإسلامي بالجزائر حيث ألقم حجرا ولكن الرجل لم ييأس ولم يقتنع بخطإ السبيل الذي سلكه فظل يتقبل كل دعوة جديدة طمعا في صاحبها لما له من مال وجاه فكان من المتحمسين والمروجين لدعوة إنكار السنة والاكتفاء بالقرآن الكريم وكان من دعاتها فغي أمريكا حيث أقام وأدار منذ سنوات مسجدا أتى فيه بالغرائب والعجائب والمستحدثات في العبادات والعقائد والمعاملات وخرج عن إجماع المسلمين وتحدث من اتصل بالرجل من قريب عن أشياء عجيبة غربية!! لقد نذر نفسه للتبشير برقم 19 واعتبره مفتاح المغلقات والسر الأعظم ولهذا الرقم عند بعض الفرق والطوائف الضالة تقديس ومكانة خاصة. إن رشاد خليفة أصدر في سبيل نشر دعوته هذه أبحاثا ودراسات منها كتاب يحمل عنوان “القرآن الكريم المعجزة” والذي دخل اغلب البلاد الإسلامية وروج بكميات كبيرة. وقد أصدر فيه المجمع الفقهي بمكة المكرمة وهيئة كبار العلماء قرارا بالمنع لاحتوائه على ضلالات وانحرافات كبيرة. إن هذا الرجل غريب الأطوار إذ ينحدر من أسرة مصرية تسكن كفر الدوار ووالده كان شيخ طريقة صوفية وكان معروفا منذ صغره بحدة الطبع وعقوق بلغ به إلى حد ضرب والده الذي حاول إقناعه بالتوبة والعودة إلى الجادة. كان طالبا عاديا تخرج من كلية الزراعة. جامعة عين شمس مهندسا سنة 1957، قدمت له منحة من الولايات المتحدة سنة 1960 حيث تخرج دكتورا في تخصص الكيمياء الحيوية سنة 1964 وعين مدرسا في الجامعة التي درس فيها واختيرا خبيرا للتنمية الصناعية بالأمم المتحدة وفي سنة 1971 انتقل إلى توسان بالولايات المتحدة وتولى إمامة المركز الإسلامي حيث وفرت له كل وسائل البحث بواسطة الإعلامية من طرف جهات غير معروفة!! للتوصل إلى النتائج التي توصل إليها!! فتكلفة برمجة القرآن الكريم وفق انظمة معينة في الدماغ الالكتروني استغرقت وقتا طويلا وجهدا عظيما واموالا طائلة تفوق مئات الملايين من الدولارات. فمن يا ترى مول وخطط لهذه الأبحاث التي قام بها رشاد خليفة؟! الله وحده هو الذي يعلم ذلك ولكننا نذكر فقط بمقولة للمنصر تاكلي “يجب أن نستخدم القرآن وهو امضى سلاح في الإسلام ضد الإسلام نفسه حتى نقضي عليه تماما وذلك بان نقول للمسلمين: إن الصحيح في القرآن ليس جديدا وان الجديد فيه ليس صحيحا”. ولن يقوم بهذا الدور إلا على يدي أمثال رشاد خليفة وسلمان رشدي وغيرهما وما أكثرهم في العالم العربي والإسلامي



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.