الشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه الله 50 سنة في معية القران يؤم به في صلاة التراويح
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
ونحن في شهر رمضان شهر نزول ا لقران اخصص هذه الورقة للتعريف باحد شيوخ تونس واحد الحفاظ لكتاب الله .ظل طيلة 50 سنة كاملة يؤم به المصلين في صلاة التراويح في جامع بلحاج بمدينة حمام الانف الملاصق لمنزل اسرة بلحاج الواقع على شاطىء المدينة الجميل (قبل أن يلوث )كما يؤم به صلاة التراويح في المغارة الشاذلية باعتباره شيخ القراء في المقام الشاذلي وهي تراويح ذات خصوصية وما يميزها على بقية تراويح المساجد الاخرى انها تراويح لاتقام إلا في ايام الجمعة من شهر رمضان اي أربع مرات في شهر رمضان ولكن في كل مرة يقع القيام بما يقارب 20 حزبا ليترك الحزب أو الحزبان الاخيران لجمعة الختم.
كان الشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه وكذلك من سبقوه يصلي هذا المقدار الكبير اماما بمفرده وليس الامر باليسير أو الهين فقراءة هذا المقدار الكبير يستدعي حزما وعزما ومن الله عونا وتوفيقا قام بذلك للشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه الله إلى اخريات حياته يحرص علىى أن لايتخلف عن القيام به في مختلف فصول السنة سواء كان شهر رمضان صيفا اوشتاء و تمتد تراويح سيدي بلحسن إلى مابعد منتصف الليل وهي تراويح في غاية النورانية والاشراق والخشوع ولايشهدها إلا ذووالعزم انها خصوصية تونسية ظلت متصلة.
والحمد لله إلى الوقت الحاضر حيث يتولى امامة التراويح في سيدي بلحسن الشيخ محمد الكرماوي شيخ القراء الحالي يساعده في ذلك عدة حفاظ نذكر منهم الشيخ التسعيني محمد الياحي امد الله في انفاسه والشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه الله من الشيوخ المهرة بالقران يرتله ويقراه مستوفيا لقواعد التلاوة والترتيل التي اختص فيها وتلقاها عن شيوخة في جامع الزيتونة إلى أن اصبح من اعلام الشيوخ القراء وتفرغ لتعليم هذا العلم في مدرسة الترتيل التي يرجع الفضل في تا سيسها في ستينيات القرن الماضي للحفاظ على الطابع التونسي في التجويد إلى السيد صالح المهدي رحمه الله رئيس مصلحة الموسيقى في وزارة الثقافة ايام توليها من طرف السيد الشاذلي القليبي امد الله في انفاسه ظلت هذه ا لمدرسة تؤدي رسالتها إلى أن انتقلت إلى اشراف الشؤون الدينية.
وبعد ذلك تقلص دورها لاسباب لايتسع المجال لذكرها احدثت هذه المدرسة الليلية التي كان مقرها في نهج زرقون بتونس العاصمة وتخرجت منها على يدي الشيخ محمد الهادي بلحاج و ثلة من الشيوخ نذكر منهم الشيخ عثمان العياري رحمه الله اعداد كبيرة من القراء الذين يتولون الان الامامة وتعليم القران والقراءات في بلادنا وهي مدرسة على تواضع امكانياتها المادية والبشرية إلا انها سدت الفراغ واتصل بها السند في هذا العلم الذي لابد فيه من التلقي عن الشيوخ لانه لابد فيه من الجمع بين النظري والتطبيقي لم يلتحق الشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه الله بالوظيفة فقد طلب العلم للعلم وحفظ القران لا ليكتسب منه فقد كان وحيد والديه من الذكور( له اخوات).
وكان والده رحمه الله من كبار الفلاحين نشط الشيخ محمد الهادي بلحاج رحمه الله في المجال القراني فكان يشرفعلى المسابقات القرانية الوطنية في تونس وفي الجهات(سوسة القيروان قابس..) كما كان عضوا في لجنة التحكيم في المسابقة الدولية للقران الكريم بمكة المكرمة ومد يرا تنفيذيا لرابطة الجمعيات القرانية وعضوا في الرابطة العالمية للقراء( مقرها الرئيسي في بغداد ومقرها الفرعي بتونس) واختير عضوا بالمجلس الاسلامي ضمن مجموعة من شيوخ الزيتونة وقع اقتراحهم في بداية تسعينيات القرن الماضي( محمد المازوني وارشيد كاهية واحمد جبير وحسن الخياري و احمد الشريف وغيرهم رحمهم الله وقدور الريفي حفظه الله) تعزز بهم الاعضاء السابقون في المجلس ( الشيوخ عبد الرحمان خليف ومحي الدين قادي وعبد العزيز الزغلامي وكمال جعيط وصالح نابي ويوسف بلحاج فرج حمهم الله والشيخ الحبيب النفطي حفظه الله و بقيةاعضاء المجلس بصفاتهم تلك لمحات من سيرة ومسيرة الشيخ محمد الها دي بلحاج القرانية رحمه الله واجزل مثوبته هذه الورقة هو الشيخ.