مجالات ومظاهر التقوى والإخلاص

مجالات ومظاهر التقوى والإخلاص


التقوى هي الخشية والخوف من الله تبارك وتعالى وذلك باجتناب فعل كلّ ما نهى عنه وإتيان كلّ ما أمر به سُبحانه وتعالى، والتقوى ليست بالمظاهر والرسوم والطقوس وإنما هي في القلب يعلمها الله سُبحانه وتعالى الذي لا تخفى عليه خافية. إذ الايمان الحقيقي الصادق والمخلص لا يتحقق للانسان بمُجرّد التمني والادعاء أو التحلي أو التظاهر، الايمان الصادق والتقوى الحقيقية تنبثق من القلب وتشع على الأعضاء والأركان وهذا هو مراد الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف (ليس الايمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن الايمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل) والعمل في هذا الحديث الشريف يشكل كلّ تصرّفات الانسان وما يُقدم عليه وما يُحجم عن فعله. كل تصرفات الانسان هي مقياس لتقواه أو فُجوره وعصيانه. فإذا كان قلب المسلم سليما لا ضغينة فيه ولا حقد ولا بغضاء ولا حسد وإنما هو عامر بالحبّ والرقّة واللين والعطف عامرا بالذكر وإذا كان لسان المُسلم لا ينطق إلا خيرا: ذكر لله ونشر للعلم وأمر بالمعروف ونهيٌ عن المنكر وإصلاحٌ بين الناس ونشرٌ للفضيلة والخير. وإذا كانت يد المسلم لا تُقدم للغير إلا الخير والنفع فعندئذ نستطيع أن نقول أن هذا الشخص الذي قيد قلبه ولسانه ويده بموازين الشريعة الغراء هو مُسلم حقًّا لأنه انطبق فيه وعليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم الناس من لسانه و يده) • سعي الانسان سوف يُرى: و الانسان المُسلم يعتقد ان سعيه في الحياة الدنيا وعمله فيها سوف يُرى وسوف يُجزى عليه الجزاء الأوفى. وأن أعماله تُحصى عليه وتُسجّل في كتاب لا يُغادر صغيرةً ولا كبيرة هو كتاب الأعمال فإذا أراد المسلم أن ان يُؤتى كتابه بيمينه ويكون حسابه يسيرا وسعيه مشكورا فما عليه إلا أن يضع نُصب عينيه ان المصير والمآل هو لا محالة إلى الله وأن الإفلات مُستحيل مهما طال عمر الانسان وان هذه الحياة الدنيا مزرعة حصادها يكون في اليوم الآخر يوم العرض والحساب (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثًا وأنكم إلينا لا تُرجعون) المؤمنون الآية115، وما دام المصير هو إلى الله والسعي اليه سُبحانه وتعالى فما على المسلم إلا أن يكون مُستعدا لهذا اللقاء وهذه الوقفة التي سيقفها بين يدي مولاه ولينظر ما سُيقدم لغد من أعمال تُرضي عليه ربّه وتُحقّق له الفوز والنجاة كثير من الناس يستهينون بويلات هذا اليوم ويسرفون على أنفسهم ويتغافلون عنه حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تُبت الآن. لقد جعل الله في كتابه العزيز وفي سُنة نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام عشرات المواعظ والعبر المذكرة بإلحاح على ان البقاء والخُلود لله وحده ، ويرى الانسان العاقل في نفسه وفي ما يُحيط به ما يذكر بهذه الحقيقة ويُؤكدها، فالانسان يرى في نفسه كل يوم هذا السير السريع نحو النهاية والضعف يرى ذلك في جسمه في شيب رأسه وضعف قوّته وتقوّس ظهره وعجزه التدريجي عن أداء وإتيان حركات كان في شبابه لا يعجز عنها ثم يرى في من يُحيط به من أهل وخلان رحيل الواحد بعد الآخر لم تُغن عنهم أموالهم ولا مراكزهم ولا أولادهم (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) الأعراف الآية34 ، تلك حقيقة واضحة للعيان لا يُنكرها إلا غافل جاهل ومع ذلك فإن زينة الحياة الدنيا وبهارجها تُنسي المسلم ذكر ربّه وذكر حتمية رحيله عن الحياة الدنيا وسعيه الى ربّه وانتهائه اليه. *المُسلم لا يغفل عن حقائق الأمور: إن المسلم العاقل هو من لا يغفل لحظة عن هذه الحقيقة ولا يسمح لنفسه أن تطغيه او تُلهيه. إن فوز المُسلم ونجاته رهينة بمجاهدته لأهوائه وشهواته ومناصبته العداء للشيطان ولقد تعهّد الله لمن سلك هذا المسلك الرشيد بأن يهديه الى السبيل القويم حيث قال جلّ من قائل (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا) العنكبوت الآية69 وإذا أراد المُسلم أن يلقاه ربّه لقاء حسنا ويكرمه يوم يقف بين يديه فما عليه إلا أن يعمل العمل الصالح (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يُشرك بعبادة ربّه أحدًا) الكهف الآية110 وهل العمل الصالح إلا الطاعة الصادقة المخلصة التي لا يشوبها تظاهر ولا رياء ولذلك ذيلت الآية بالدعوة الى عبادة الله وحده لا شريك له (ولا يُشرك بعبادة ربّه أحدا) والشرك هنا يُقصد به الرياء والسمعة وحبّ الظهور وانتظار ثناء الناس ومدحهم وإعجابهم مما لا يدلّ على إخلاص وتمحض العمل لوجه الله وهو مظهر من مظاهر الشرك لذلك يُحذّر الرسول عليه الصلاة والسلام المسلمين منه حيث يقول (إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر قالوا وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال الرياء) رواه أحمد وما دام الأمر بهذه الخطورة وبهذا التعقيد والخفاء فإن المسلم الحقّ هو من يُحاسب نفسه قبل أن يُحاسَب فمن حاسب نفسه اليوم يستطيع أن يُصلح أخطاءها ويُقوّم اعوجاجها ويهديها الى الصراط المُستقيم لأنه غدا لن يستطيع ذلك إذا حوسب الحساب الشديد أن يصلح عمله فقد حُصّل ما في الصّدور سيقول فقط يا ليتني لم أشرك بعبادة ربّي أحدًا يا ليتني كُنت تُرابا فعلى المسلم أن لا يُضيع فرص التلافي والإصلاح فيندم ولات ساعة مندم، إن الكيس الفطن العاقل كما ورد في الحديث الشريف هو الذي يُدين نفسه ويعرفها مقامها ولا يسمح لها بمغالطته وتزيين تصرّفاتها الحمقاء المهلكة (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) *إتباع الهوى من المهالك واتباع الهوى من المهالك التي يصطاد بها الشيطان بني آدم فيغويهم ثم يقول لهم بعد ذلك إني بريء منكم إني أخاف الله ربّ العالمين. لقد اعتبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهوى المتبع أي طاعة النفس في كلّ ما تُريد وترغب إحدى الثلاث المُهلكات (ثلاثٌ مهلكاتٌ: هوى مُتّبعٌ وشُحّ مطاع وإعجاب المرء بنفسه) ونحن إذا جمعنا وغربلنا الثلاث المهلكات وجدنا بينها رابطا هو رابط النفس الأمارة التي حذّرنا الله منها ومن غيّها ودعانا الى مجاهدتها قصد إصلاحها لنصل بها الى مرتبة النفس المُطمئنّة الراضية المرضية ولا يكون ذلك إلا بتقوية جانب النفس اللوامة في الانسان. هذا هو العلاج النفساني القرآني الذي يُقدمه الاسلام لإصلاح الأنفس البشرية والسمو بها عن مراتب الرذيلة والفساد والانحراف قصد الوصول الى مراتب الطهارة والصفاء والإشراق فلا توجد في نظر الإسلام أنفس شريرة والجوانب الشريرة في نفس الانسان لا يولد بها بل يُولَد زكيّا طاهرًا، يولد على الفطرة أي الخير والنقاوة والاستقامة يستوي في كل ذلك كل مولود حتى أبناء اليهود والنصارى (يولد الولد على الفطرة وأبواه يُهوّدانه أو يُنصّرانه أو يُمجّسانه) فالانحراف والشقاوة في الأنفس البشرية أمر طارئ ونفس الانسان المتأثّرة بمن حوله شُكرهم ومديحهم وإذا ركن الانسان الى ذلك ورضي به وانتظره من الناس وسعى الى سماعه منهم فقد هلك والعياذ بالله لذلك ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول عندما يسمع ثناء عليه (اللهم اغفر لي ما لا يعلمون واجعلني أحسن مما يقولون) ونهى المسلمين عن المديح والإطراء الكاذب حيث قال (احثوا التراب في وجوه المداحين التراب) ونهى المسلم عن تزكية نفسه (فلا تُزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى) الله وحده هو مقوم أعمال العباد والحاكم عليها بالصلاح أو الفساد بالقبول أو الرفض ليبقى سُبحانه وتعالى المُتصرّف الأوحد في عباده ولكي لا يتعالى الناس على بعضهم ولا يتآلوا على الله لأن من يتأل على الله يكذبه وحتى لا ينصب بعض الناس أنفسهم أربابا يُكفرون من شاؤوا ويُدخلون في رحمة الله من شاؤوا، إن قُصارى ما يستطيع الانسان بالنسبة للانسان هو ان يحكم بصحة عمل من الأعمال أو عدم صحته بالاستناد الى ما يعلمه من أحكام شرعية فيقول هذه الصلاة صحيحة فقها أو غير صحيحة ليس أكثر من ذلك أما القبول أو عدم القبول فإن الله وحده هو الذي يمتلكه يستطيع العبد أن يُحاسب نفسه هل أخلصت أم لم تُخلص في ما أقدمت عليه. من معين القرآن الكريم والسنة النبوية الطاهرة استلهم المسلمون العلاج الناجع لكلّ أمراضهم النفسية وهي وصفة قرآنية ربانية تتوجّه الى الداء الكامن في النفس فتستأصله من جذوره وتُحلّ محلّه الحبّ والخير والفضيلة والإخلاص والصفاء والسلامة. ولا يستفيد من هذه الوصفة ولا تُحقّق جدواها إلا في قُلوب مُؤمنة بالله سُبحانه وتعالى الايمان الكامل القويّ الذي لا يتزعزع في أنه سُبحانه وتعالى سميع عليم خبير بصير حكيم رؤوف رحيم لطيف لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء عمله بما في نفس عبده كعلمه بما يأتيه جهرة أمام الناس بل إن الصلاح والفلاح والسلامة إنما هو في ذلك الجزء الصغير من نفس الانسان والتقوى محلها ومستقرها هناك (التقوى ههنا التقوى ههنا وأشار إلى صدره) (إن الله لا ينظر إلى صُوركم ولكن ينظر الى قُلوبكم التي في الصدور) *المسلم أعرف الناس بنفسه: ولهذا فإنه لا تنفع المسلم شهادة الناس فيه وما يرونه ظاهرا عليه من علامات التقوى، إنه طبيب نفسه الخبير بها الذي لا تغرّه تزكيات الناس له فيما عمل من أعمال، فالانسان أعرف بنفسه من غيره. وهو إذا قويت فيه مراقبة الله وخشيته له سبحانه وتعالى يصبح عنده مقياس دقيق يغربل به كل ما يأتيه من تصرّفات وتحرّكات وسيجد لهذا الحساب الشديد الذي يقوم به مستندات من الشرع الحنيف تدعوه وتدفعه الى هذه المجاهدة وهذه الحرب التي لا هوادة فيها ففي الحديث القدسي يقول الله عزّ وجلّ (أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل لي عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو للذي أشرك) رواه الحاكم *الإخلاص شرط قبول العمل: والإخلاص في العمل الذي يقدمه الانسان هو شرط القبول من الله سُبحانه وتعالى وهو صفة عباد الله المتقين من المصطفين الأخيار عليهم الصلاة والسلام (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مُخلصا وكان رسولا نبيّا) مريم الآية110 وهذا الإخلاص هو الذي يُحقّق به الله لعباده القبول (الناس هلكى إلا العالمون والعالمون هلكى إلا العاملون والعاملون هلكى إلا المُخلصون والمخلصون على وجل) فلا نجاة إلا بالعلم المقترن بالعمل المخلص لوجه الله وعلامة الإخلاص الخوف من عدم قبول العمل الذي يقدمه الانسان. وهذا الخوف مأتاه الأحاديث المتوعدة المتعددة التي تحذّر المسلم من الرياء والشرك وحب الظهور والثناء مما يأتي على حسنات الانسان كما تأتي النار على الهشيم. والشيطان عدو الانسان لا يهدأ له بال وهو مع من يعمل الصالحات أنشط لأنه أخذ على نفسه بإغواء عباد الله أجمعين قال تعالى على لسانه (فبعزّتك لأغوينّهم أجمعين إلا عبادك المخلصين) يس الآية82 فمن رحمة الله بعباده أن جعل قدرة الشيطان لا تطول ولا تصل الى حدّ إغواء المخلصين الذين لا يبتغون بأعمالهم إلا وجه الله أولئك الذين مدحهم الله في محكم تنزيل وقبل أعمالهم (ويُطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نُريد منكم جزاء ولا شكورا) الانسان الآية8 وعلامات الإخلاص إخفاء ما يأتيه الانسان من أفعال الخير عن أعين الناس خشية فتنتهم وحديثهم بفضله وتقواه، ولأجل ذلك أكرم الله بالاستظلال تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله لمن لا تدري شماله ما أنفقت يمينه ولمن ذكر الله بعيدا عن مراقبة الناس ففاضت عيناه بالدموع وأخبر الرسول عليه الصلاة والسلام أن عينين لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس المسلمين والإخلاص في العمل لوجه الله تعالى له جزاء عظيم في الدنيا قبل الآخرة فما من كرب من كروب الدنيا يقع فيه الانسان إلا والنجاة منه يكون بتذكر عمل صالح مُخلص لوجه الله تعالى ثم دعوة الله به كي يفرّج الله الكرب ويزيل الضيق. وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن ثلاثة ألجأهم سيل الى غار سدته عليهم حجارة كبيرة فلم ينفعهم ولم يُنقذهم من الهلاك المحقّق إلا بأن تذكّر كل واحد منهم عملا صالحا قام به في حياته لوجه الله أحدهم بقي عند رأس أبويه الى طلوع الفجر ليطعمهما مما عنده من زاد لم يشأ أن يزعجهما ولم يرض بتقديم أبنائه عليهما والثاني محافظته على أجرة عامل عنده وتثميره لها إلى أن بلغت مالا وفيرا ثم أعطاه له والثالث لم يمنعه من الوقوع في الحرام مع ابنة عمه إلا بتذكيرها له بخشية الله والقصة معروفة وهي دعوة لكلّ مسلم كي يكتنز أعمالا صالحة مُخلصة يجدها عند الشدائد في الدنيا العاجلة وفي الأخرى الآجلة الآتية لا محالة. *تذكير متواصل بوجوب الإخلاص: لقد كان التذكير بالإخلاص شغل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاغل يذكر به أصحابه من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف (إن أول الناس يقضي يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمته فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار. ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) رواه مسلم والنسائي والترمذي وابن حبان فبعد ما يسمع المسلم هذا الحديث واضرابه يتملكه الخوف وخشية ان تكون أعماله التي ظاهرها الصلاح مرفوضة عليه غير مقبولة منه فيخسر آنئذ الصفقتين والدارين ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عما ستصبح عليه أمته من بعده في أعمالها وطاعاتها قال (إذا كان آخر الزمان صارت أمتي ثلاث فرق: فرقة يعبدون الله خالصا وفرقة يعبدون الله رياء وفرقة يعبدون الله ليستأكلوا به الناس فإذا جمعهم الله يوم القيامة قال للذي يستأكل الناس: بعزّتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ فيقول: وعزتك وجلالك استأكل به الناس . قال: لم ينفعك ما جمعت انطلقوا به الى النار ثم يقول للذي كان يعبد رياء: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال بعزتك وجلالك رياء الناس قال: لم يصعد الي منه شيء انطلقوا به الى النار ثم يقول للذي كان يعبده خالصا: بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال بعزتك وجلالك أنت أعلم بذلك من أردت به، أردت به ذكرك ووجهك؟ قال صدق عبدي انطلقوا به الى الجنة) رواه الطبراني في الأوسط *حديث التقوى والإخلاص: إن المسلم مأمور بصريح الآية كي يُخلص أعماله لوجه الله (و ما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له الدين) البينة 5 فالدين الخالص لله والنوايا الصادقة هي مفتاح القبول (إنما الأعمال بالنيّات وإنما لكلّ امرئ ما نوى) والنية الصالحة الخالصة تحقق الخير العميم إذ يبلغ المرء بنيته مالا يبلغه بعمله. وهذا التمحيص الشديد هو الذي جعل رجلا كالفاروق المبشّر بالجنة أحد العشرة وثاني الخلفاء الراشدين المزكى من طرف الرسول الأمين الذي قال فيه (عمر مع الحقّ يميل حيث مال) (ولو لم أبعث فيكم لبعث فيكم عمر) عمر هذا كان يخشى على نفسه أن يكون من المنافقين ويستحلف حذيفة بن اليمان المرار العديدة هل ذكرني رسول الله من بين المنافقين.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.