من ذكريات رمضان موسم الطاعة والانشطة الدينية والفكرية المكثفة 1/2
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
ايام ثلاثة تفصلنا عن دخول الشهر المبارك شهر رمضان شهر الصيام والقيام وشهر الانشطة الدينية المكثفة انه موسم باتم معنى للكلمة اولا للتزود بخير زاد في سعي المؤمن إلى ربه المسلم ( وتزودوا فان خير الزاد التقوى) والصيام باب من ابواب التقوى (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) والحياة مهما طالت لابد لها من نهاية والله وحده هو من يعلمها فقد خباها علينا حتى يظل سعينا في هذه الحياة الدنيا إلى اخر لحظة لان الله تبارك وتعالى يريد عمران هذا الكون إلى أن ياذن بقيام الساعة التي لايعلمها إلا هو وما سوى ذلك فتنجيم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (كذب المنجمون ولوصدقوا).
واستمرار العمران هومراد الله من عباده وقد بشر رسول الله صلى عليه من يظل فاعلا إلى اخر رمق في حياته بالاجروالثواب فقال ( لو كانت الساعة تقوم وبيد احد كم فسيلة فليغرسها فله بذلك اجر) قلت رمضان هو شهر الصيام واعظم بها من شعيرة استحقت أن ينسبها الله اليه فقال في الحديث القدسي ( كل عمل ابن ادم له إلا الصوم فهو له وانا اغجزي به) وما ذلك لان الصوم عمل خالص لاتشوبه اية شائبة من رياء والله يغار ولايقبل الشريك في العمل الذي يقدمه العبد يقول جل وعلا ( وما امروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) و في الحديث الشريف( إنما الاعمال بالنيات وانمالكل امرئء مانوى).
ورمضان شهر القران ففي هذا الشهر نزل من عند الله في ليلة مباركة(انا انزلناه في ليلة القدر) وللقران نورانية وروحانية وروعة وجمال في شهررمضان لاترتقي إلى مستواها قراءتنا للقران في بقية الاشهر رمضان هو شهر ذلك وغير ذلك كثير وعديد جدا ولكن أيضا وهذا ماجرت به العادة في كل بلاد العرب والاسلام وحيثما يوجد المسلمون هو شهر الانشطة الفكرية والعلمية ورمضان شهر المسامرات والمحاضرات والندوات في النوادي والدروس في المساجد والجوامع قبل اداء الصلوات الخمس وقبل صلاة التراويح و هو شهر اختام الحديث عند انتصاف الشهر حيث تضبط رزنامة هذه الاختام الحديثية في الجوامع الكبرى يشهد هذه المجالس العلمية الجلة من شيوخ الزيتونة الاعلام للاستماع إلى واحد منهم وقد استعد لذلك لياتي في ختمه بما انتهى اليه قدمه الراسخ في مجال العلم الشرعي المدقق المحقق.
وفي رمضان احياء لذكريات مجيدة ذكرى بدر وذكرى فتح مكة وذكرى نزول القران و في رمضان يقع تكريم المتبارين في المسابقات القرانية المحلية والجهوية والوطنية والدولية واحياء ليلة القدر الليلة التي هي خير من الف شهر وهي في العشر الاواخر من شهر رمضان عشرة العتق من النار ذاك هو رمضان الشهر الذي يفرح بمقدمه كل عام المسلمون ويدعون مخلصين منذ أن يهل عليهم شهر رجب فلا تنفك السنتهم تردد الدعاء الماثور( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان).
وفيما مضى من اعمارنا رمضانات عديدة مرت بنا عشنا فيها هذه الاجواء التي اشر ت ا ليها سابقا ولكل واحد منا ذكريات حلوة لاتنسى مع رمضان في الورقة إلا تية ساسرد للقارئ بعض مابقي في ذاكرتي من هذه الذكريات وهي ذكريات ارتبطت باجواء هذا الشهر المبارك في المساجد والنوادي هنا في تونس وهناك في فرنسا مع الجالية المسلمة في مختلف المدن الفرنسيةباريس وضواحيها ومرسيليا وليون وبورد وتولوز ونيس وروون و في المغرب الاقصى مشاركا في الدروس الحسنية الرمضانية متنقلا بين مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش وفاس وطنجة وتطوان وفي دولة الامارات العربية المتحدة في ابوظبي ودبي والشارقة وعجمان وراس الخيمة وفي البقاع المقدسة هناك في مكة المكرمة والمدينة المنورة حيث الاشراقات والانوار التي لايمكن للقلم أن يصفها أو تعبر عنها ورقة اوورقتان اسجل فيهما ذكريات رمضا نات عديدة كانت بالنسبة الي موسما روحيا وفكريا يتضاعف فيها مني العطاء الذي ارجو من الله أن يتقبله خالصا لوجهه الكريم ذكريات تمتد من بداية سبعينيات القرن الماضي إلى السنة الماضية ورقة أو ورقتان تكونان تمهيدا لوقفات مع القراء طيلة هذا الشهر المبارك اهله الله علينا باليمن والبركة والصحة والعافية والهناء.
