لوعة وحسرة على تسارع نسق توقف صدور جرائدنا الورقية البيان اخرها

لوعة وحسرة على تسارع نسق توقف صدور جرائدنا الورقية البيان اخرها


كتب محمد صلاح الدين المستاوي

هل كتب على الصحافة الورقية أن تضطر إلى الاحتجاب الواحدة تلو الاخرى ذلك ماجزم به منذ فترة وقبل جائحة الكورونا أهل الذكر واصحاب الشأن من أهل مكة (واهل مكة ادرى بشعابها) وذلك هوماانفك يقنعنا به صديقنا صالح الحاجة الذي عاش هذه المحنة وذاق مرارتها من خلال اضطراره إلى حجب الصريح حبيبة قلبه وحبيبة قلوبنا تلك الجريدة التي فسحت لنا المجال كي نطل من خلالها على قرائها بدون قيد ولاشرط فكانت ليس في هذه المرحلة من تاريخ بلادنابعد 14جانفي.

ولكن قبل ذلك بكثير المنبر الذي من خلاله ساهمنا في الحياة الفكرية والدينية ولم يختلف والحمد لله خط مانشر قبل 14 جانفي عما نشر بعده. *للاسف الشديد يبدو أن قافلة من ترحل من الصحف الورقية لا ولن تتوقف إلى أن يحتجب اخرها ولاحول ولاقوة إلا بالله .انا لااريد أن اتعرض إلى اسباب ومسببات هذا التوقف عن الصدور للصحف الورقية ولااريد أن اتعرض إلى ردود الفعل السلبية لجميع الاطراف وبالخصوص تلك التي في امكانها التدخل الذي كان يمكن ان يؤخر احتجاب الصحف الورقية العريقة منها بالخصوص فعدم تدخلها شان لايختلف عن بقية شؤون البلاد التي اقل ما يقال فيها انها ليست على مايرام.

سأتطرق اليوم إلى خبر احتجاب جريدة البيان الاسبوعية لسان حال الاتحاد التونسي للصناعة والتجارية فقد ربطتني صلة وثيقة بهذه الجريدة في مرحلة التسعينات من القرن الماضي وذلك بعد أن كنت اكتب اسبوعيا في صفحة الجمعة بجريدة الصباح و في الملحق الاسلامي لجريدة الصدى الاسبوعية التي كان يتولى رئاسة تحريرها صديقنا صالح الحاجة. *طرقت في اوائل التسعينات باب جريدة البيان الاسبوعية وكانت كمية مايصدر منها اسبوعيا تتجاوز 100الف نسخة وكانت تغطي مصاريفها بل انها تحقق ارباحا تعود إلى المنظمة التي تصدر عنها.

كان يراس تحريرها انذاك السيد الهادي الباهي ويساعده السيد حسين ادريس رحمه الله نشرت لي جريدة البيان في صفحتها الدينية عديد المقالات التي واكبت فيها مااتخذمن اجراءات وفرارات في المجال الديني ( اعادة جامعة الزيتونة وتعزيز المجلس الاسلامي واحداث مركز الدراسات الإسلامية بالقيروان والعمل بالرؤية وغير ذلك).

وتابعت ماجد في الساحة الدينية على المستويين الوطني والعربي والاسلامي وعرضت فيها عديد المؤلفات والاصدارات واجريت فيها عديد الاحادبث مع شخصيات دينية تونسية وعربية واسلامية وعرفت فيها بالعديد من المؤسسات الإسلامية الكبرى ورددت فيها على شبهات سلمان رشدي ورشاد خليفة وتسنيمة نسرين وغيرهم. وكان ذلك بالموازاة مع ملحق اسلام وحضارة في جريدة الحريةوكل ذلك والحمد لله موثق واحتفظ به .

إلا أن مااعتبره هاما جدا هو اقتراح فضيلة الشيخ محمد الحبيب النفطي رحمه الله على جريدة البيان لكي يتولى الرد على مايرد على الجريدة من اسئلة القراءالدينية من داخل البلاد وخارجها وافسحت الجريدة صفحتها للشيخ النفطي رحمه الله ووجدت فيه البيان وقراؤها البغية والمراد واشفت اجوبته المحققة المدققة المدللة غليل القراء فاصبحت الصفحة الدينية لاكثر من عقد من السنين ملاذ التونسيين في الظفر بالاجوبة الشرعية في كل شؤون الدين عقيدة وعبادة ومعاملات مما يمثل رصيدا علميا ثريا توفر للقارئ التونسي وتوطدت الصلة بين الشيخ الحبيب النفطي رحمه الله وجريدة البيان وقرائها وكنت والحمد لله دالا عليه ومساهما فيها.

وعندما تقدمت بالشيخ الحبيب النفطي رحمه الله السن طلبت مني جريدة البيان أن ارشح لها من يواصل الاشراف على هذا الركن ( يسالونك قل) فرشحت لهم اسم صديق عزيز هو الاستاذ علي خناش رحمه الله الذي واصل لعدة سنوات القيام بهذه المهمة وقد استعان عليها بجد وكد ومرابطة في المكتبة الوطنية اسبوعيا وبانتظام لاعداد اجوبته على ما يصله من اسئلة قراء البيان فكان رحمه الله احسن خلف لاحسن سلف إلى أن توفي إلى رحمة الله قبل حوالي سنتين وبذلك احتجب هذا الركن الهام من اركان جريدة البيان الذي تميزت به على الصحف التونسية من ناحية الحيز( صفحة كاملة) ومن ناحية المادة ( الاجوبة الفقهية على الاسئلة الدينية).

واليوم والساحة الاعلامية تتوقف إحدى جرائدها الورقية الاسبوعية يفقد القراء منبرا دينيا سد فراغا وكان ملاذا لمختلف فئات الشعب التونسي يكفيهم مخاطر التوجه إلى جهات هي في الغالب خارجية تختلف كل الاختلاف عن الخصوصيات العقدية والمذهبية التي عليها بلادنا التونسية. *لانملك إلا أن نعبر عن الاسف الشديد لتسارع نسق توقف جرائدنا التونسية الواحدة تلو الاخرى تاركة اسى وحسرةو ولوعة على الاقل في نفوس من الفوها واستفادوا منها يقع ذلك وسط لامبالاة وتجاهل و صمت عجيب غريب فلا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.