فيلدرز يتراجع عن اقامة معرضه الكاريكاتوري
فيلدرز يتراجع عن اقامة معرضه الكاريكاتوري ولكنه مصمم على الاستمرار في حملته على الاسلام لانه حسب دعواه بطبيعته دين غير متسامح
كتب محمد صلاح الدين المستاوي
اعلن النائب الهولندي خيرت فيلدرز عن اعتزامه عن تراجعه عن اقامة مسابقة للرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه ةسلم في البرلمان الهولندي قبل نهاية العام الجاري بعد تسارع ردود الفعل المنددة بهذه الحملة العنصرية المكرسة للحقد والكراهية بين الشعوب بالاساءة الى الرموز الدينية و التي صدرت عن جهات حكومية في عدة بلدان اسلامية وهيات ومنظمات دينية منها منظمة التعاون الاسلامي بجدة والازهر ودار الافتاء في مصر وغيرها ( والملفت للانتباه انه لم يبلغ الى اسماعنا موقف لتونس من هذه القضية)
وقد ساهمت الصريح الالكترونية في حملة التحسيس بمخاطر اقامة مثل هذا المعرض اكثر من مرة.
اعلن خيرت فيلدرزعن عدوله عن اقامة هذاالمعرض ولكنه قال( لن اوقف حملتي ضد الاسلام ..لكن الخطر على الابرياء بالاضافة الى خطر شن هجمات على هولاندا بسبب المسابقة المقترحة كبير جدا. هذا مرة اخرى وجهة نظري بشان الطبيعة غير المتسامحة للاسلام)
كنا نود ان يكون التراجع عن اقامة هذا المعرض عودة الى الحق والرشد واقتناعا بضرورة تهدئة الخواطر واحترام مشاعر الاخر والتحلي بروح المسؤولية ولايخفى مافي ذلك من مد لجسور التواصل وتكريس للتعايش الذي تدعو اليه الرسالات السماوية والمواثيق الدولية والتي اعلنها الاسلام قبل اربعةعشرة قرناعندما قال جل من قائل ( ياايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) ودونها رسول الله صلى الله عليه وسلم في دستور المدينة الذي فيه جعل العلاقة الناس على اساس المواطنة
لكن خيرت فيلدرز وهو رئيس حزب الحرية وهوالحزب الذي جاء ترتيبه الثاني في الانتخابات البرلمانية الاخيرة يابى الا ان يكون تراجعه عن اقامة معرضه العنصري ليس مساهمة فيما اشرنا اليه من احترام للاخر وانماجاء هذا التراجع خشية لردود الفعل من ان تشن هجمات على هولاندا وان كان هذا في حد ذاته مما ينبغي اعتباره من طرف القادة السياسيين وفيلدرز احدهم لكن الرجل قال انه ماض في حملته على الاسلام وانه مصر على قناعته بان الاسلام طبيعته دين غير متسامح.
ترى على ماذا يعتمد فيلدرز في احكامه المجحفة وغير الموضوعية على الاسلام .اعلى الاسلام من خلال نصوصه المرجعية من قران وسنة وسيرة صحيحة مدققة ام مما بلغه منها محرفا مشوها مبتورا صاغه الحاقدون على الاسلام منذ عهود بعيدة
اعتقد اعتقادا جازما ان فيلدرز لم يطلع على اصول الاسلام الصحيحة . فالمسلمون وياللاسف الشديد وهم امة البلاغ لايزالون الا مارحم ربك لم يقدموا دينهم كما هو وعلى حقيقته دين الكرامة الانسانية. دين الرحمة والرفق. دين الحرية وعدم الاكراه .دين الحفاظ على النفس البشرية ايا كان معتقدها
ولم تتهيا لفيلدرز ولامثاله وهم كثيرون فرصة التعرف على الاسلام وعلى نبي الاسلام عليه الصلاة والسلام الذي ارسله الله للناس كافة رحمة
وهذا التقصير يتحمل مسؤوليته المسلمون وليس فيلدرز وامثاله
ان فيلدرز وامثاه سيظلون يحكمون على الاسلام ورسول الاسلام عليه الصلاة والسلام من خلال بعض التصرفات غير المسؤولة التي يقدم عليها بعض افراد من المسلمين
العمل الذي ينبغي ان نقوم به معاشر المسلمين( قادة دينيين وعلماء ومفكرين وولاة امور بالخصوص)هو التعريف بديننا وبنبينا عليه الصلاة بكل وسيلة واسلوب وبكل لغة ولهجة ليصبح فيلدرز واضرابه اصواتا تغرد خارج السرب لايقتنع بما تدعو اليه وتكرسه من عنصرية وكراهية الا اقلية قليلة جدا في بلدانها
ينبغي علينا ان نسلم ان الكثير مما يدور في بلاد الاسلام في هذه الحقبة يكرس قناعة فيلدرز واضرابه بان الاسلام بطبيعته دين غير متسامح فا غلب الناس يتاثرون بالافعال والتصرفات وتصرفات وافعال اغلب المسلمين لاتعطي الصورة الحقيقية للاسلام
