جوهر الاسلام في عددها الجديد: تقييم وتثمين
حمدا لله، فقد صدر العدد (3/4) من مجلة "جوهر الإسلام" التونسية الغراء، في شهر ربيع الأول 1438 م الموافق لشهر ديسمبر 2016م، في حلة قشيبة: شكلا ومضمونا واللافت على غلاف هذا العدد الذي كان في لون أخضر، أن وضع عليه صورة جذابة لـ (مسجد الاستقلال) في أندونيسيا وايحاء من مدير المجلة ورئيس تحريرها: الأستاذ النبيه السيد محمد صلاح الدين المستاوي حفظه الله ورعاه، بالزيارة التي قام بها الى تلك الربوع الآسرة، في سبيل مشاركته لمؤتمر (جمعية نهضة العلماء) في الفترة (2-4 شعبان 1437 هـ) الموافق لـ (9-11 ماي 2016)
وانا لم أشارك في هذا المؤتمر العالمي الخالد، ولكن اخذني اليه، فكريا وشعوريا، الأستاذ المستاوي حفظه الله من خلال تقريره البارع ص85، تحت عنوان (أندونيسيا يمكن ان تكون النموذج والمثل للاسلام المنشود اليوم)... فذكر لنا من خلال حضوره ومشاركته في فعالياته ولقاءاته: "عيونا" من الحضارة الاسلامية الاندونيسية في وصف دقيق ورقيق، مما يأخذ بالقلوب والأبصار.
وإن الذي يبهرني في إخوتنا الأندونيسيين- ما لاحظته فيهم عن قرب وكثب- هو في موسم الحج بالرحاب الطاهرة، ذلك الهدوء والسكينة، مع ما هم عليه من دماثة الأخلاق، وجميل الصفات وحسن المظهر والمخبر، فلا زحام بينهم في الشوارع أو المساكن، ولا تدافع عندهم في مدارات الطواف ولا أشواط السعي بين الصفا والمروة ولا تقاتل في التنقل بين الشعائر المقدسة، فهم حقا يؤدون مناسكهم في خشوع، وهدوء وخضوع، كأنما الطير على رؤوسهم.
ثم إني لا أعرف في النهاية عن بلاد أندونيسيا- تلك الجنة الساحرة، وأعمالها وأعلامها العباقرة، فضلا عن كنوزها الفاخرة- إلا القليل القليل...
فهي حقيقة "قدوة ومثال" يحتذى آنيا أو مستقبليا، أشعرنا الأستاذ المستاوي من خلال مقاله الماتع، الذي استغرق (6) صفحات وحُق له ذلك. فبارك الله فيه وأثابه.
