اهل مدينة فريانة يتنافسون على التكفل بحفاظ القران بزاوية سيدي احمد التليلي
اهل مدينة فريانة يتنافسون على التكفل بحفاظ القران بزاوية سيدي احمد التليلي كتب محمد صلاح الدين المستاوي في حوالي منتصف ليلة من ليالي الشتاء وفي درجة حرارة بلغت الصفر كنت انا وصديقي عبد العزيز الطالبي على متن سيارته قد خرجنا من مدينة القصرين في اتجاه مدينة فريانة لزيارة زاوية سيدي احمد التليلي التي كانت فرعا من الفروع الزيتونية وبعد الغاء التعليم الزيتوني اجتهد اصحا بها ( ال التليلي) كي يحافظ هذا المعلم العلمي والروحي العريق الذي اشع بالعلم وبالخير العميم على تلك الربوع وما جاورها الى البلاد الجزائري على الاقل على تحفيظ القران الكريم قصدنا زاوية فريانة للاطلاع على احوال تلاميذ الزاوية القادمين عليها من مختلف مدن وقرى تونس تلبية لدعوة من الشيخ بلقاسم التليلي شيخ الزاوية الذي وجدناه في انتظارنا فتلك الساعة المتاخرة من الليل وبعد انزال مامعنا من اغطية جلبناها ليتدثر بها التلاميذ في انتظار تدبير امر سخانات وعد بها اخوة محسنون جازاهم الله خيرا اخلدنا الى الراحة لنقوم في الصباح الباكر للصلاة ثم لحضور املاء الشيخ بلقاسم لما سيكتبه التلاميذ على الواحهم مما تيسر من الايات وهي حصة يومية يتناول على اثرها التلاميذ وجبة الافطار التي تعدها لهم زوجة الشيخ بلقاسم بارك الله فيها حسبة من مال الاسرة المحدود التي تعتبر هؤلاء التلاميذ مثل ابنائها وعددهم يقارب الخمسين يتقاسمون المبيت في الغرف الملحقة بالزاوية والمسجد الكبيرالمحاط بساحة واسعة تقام فيها التظاهرات الدينية في المناسبات كاحياء ذكرى المولد النبوي الشريف تتخلل النهار في الضحى وبعد صلاة العصر كل يوم حصص منتظمة للحفظ والتحفيظ هكذا على مدار اشهر السنة الى ان يتخرج التلميذ حافظا لكتاب الله العزيزلايفكر في امر من امور سكناه وتغذيته طيلة اقامته في الزاوية ومن عجيب ماسمعته من شيخ الزاوية ان اهالي فريانة بارك الله فيهم وفي مفتتح كل سنة دراسية ياتون الى الزاوية لتتكفل كل اسرة بتوفير غذاء تلميذ (غداء ا و عشاء احد التلاميذ) ياتيه ذلك الى الباب غرفته كل اسرة تعلم اي تلميذ تكفلت به معتبرة له كاحد ابنائها تحصيلا للاجر والثواب وتعاونا على البر والتقوى ورغبة في ان يصل لها الثواب عندما يحصل ما في الصدور'( وان ليس للانسان الاما سعى) فان من ابواب البر التي يتواصل منها ثواب العمل الصالح (العلم الذي ينتفع به) هكذا يضرب اهل فريانة اروع الامثلة في العمل الماجور المبرور الخالص لوجه الله ويجعلون من مدينتهم مقصدا لطلبة العلم وحفظ كتاب الله العزيز بجهودهم الذاتية المتواضعة ولو نسجت على منوال فريانة مد ن تونسية اخرى لكان حال بلادنا الديني والعلمي احسن مما هو عليه بكثير انه التوفيق الذي هو من الله اولا واخرا'( وما توفيقي الا بالله) اذا كا ن ما قامت به زاوية فريانة في خدمة القران يسر كل مؤمن صادق فان البعض الاخر من المزايدين الذين سكنهم الكرسي فافقدهم رشدهم فجعل احدهم يقول وقد جيء به لزيارة الزاوية ولقاء تلاميذها ( ان كل حافظ للقران هوفي نظره القاصر المزايد مشروع ارهابى) هكذا يرى في تحد سافر هكذاو في تحامل لاحجة عليه فمتى كان حفظة القران ارهابيين وهل يحفظ الارهابيون حتى بعض ايات من القران اليس من ايات الكتاب العزيز( لااكراه في الدين) اليس من ايات القران الكريم (ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) اليس من ايات القران الكريم ( من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) اليس اليس تلك قصة اخرى من اخبا ر هذا الكتاب تليها انشاء الله قصة اخرى فيها العبرة لمن يعتبر
