الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول أولياء الله وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله القرطبي صاحب أحكام القرآن

الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول أولياء الله وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله القرطبي صاحب أحكام القرآن


يقول الله تعالى “محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما” صدق الله العظيم – الآية29 من سورة الفتح في هذا القسم من تفسير الآية 29 من سورة الفتح نورد للقارئ ما جاء في الجزء السادس من تفسير الجامع لأحكام القرآن لأبي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري القرطبي وذلك تعميما للفائدة وتعريفا بما يجب على المسلم نحو أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث يقول: لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله والذي هو ( من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية) فمن نقص واحدا منهم او طعن عليه في روايته فقد ردّ على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين قال الله تعالى (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار) وقال (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) الى غير ذلك من الآيات التي تضمنت الثناء عليهم والشهادة لهم بالصدق والفلاح قال الله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) وقال (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا الى قوله أولئك هم الصادقون) وقال عز من قائل (والذين تبؤوا الدار والايمان من قبلهم الى قوله فأولئك هم المفلحون) وهذا كله مع علمه تبارك وتعالى بحالهم ومآل امرهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم) وقال ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا لم يدرك مدّ أحدهم ولا نصيفه) أخرجهما البخاري وفي حديث آخر (فلو أن أحدكم انفق ما في الأرض لم يدرك مد أحدهم ولا نصيفه) قال أبو عبيد معناه لم يدرك مدّ أحدهم إذا تصدق به ولا نصف المدّ فالنصيف هو النصف هنا.. وفي البزار عن جابر مرفوعا صحيحا (ان الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين واختار من أصحابي أربعة يعني أبا بكر وعمر وعثمان وعليا فجعلهم أصحابي) وقال (في أصحابي كلهم خير) وروى عويم بن ساعدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ان الله عز وجل اختارني واختار أصحابي فجعل منهم وزراء واختانا وأصهارا فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا) والأحاديث بهذا المعنى كثيرة فحذار من الوقوع في أحد منهم كما فعل من طعن الدين فقال: ان المعوذتين ليستا من القرآن، وما صح حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تثبيتهما ودخولهما في جملة التنزيل الا عن عقبة بن عامر ضعيف لم يوافقه غيره عليها فروايته مطروحة وهذا رد لما كتبناه في الكتاب والسنة وابطال لما نقلته لنا الصحابة من الملة فان عقبة بن عامر بن عيسىى الجهنى ممن روى لنا الشريعة في الصحيحين بخاري ومسلم وغيرهما فهو ممن مدحهم الله تعالى ووصفهم وأثنى عليهم ووعدهم مغفرة واجرا عظيما فمن نسبه أو واحدا من الصحابة الى كذب فهو خارج عن الشريعة مبطل للقرآن طاعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتى ألحق واحد منهم تكذيبا فقد سبّ لأن لا عار ولا عيب بعد الكفر بالله أعظم من الكذب وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من سب أصحابه فالمكذب – لا صغرهم ولا صغير فيهم- داخل في لعنة الله التي شهد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمها كل من سب واحدا من أصحابه أو طعن عليه • ويختم القرطبي بالقول (فالصحابة كلهم عدول أولياء الله وأصفياؤه وخيرته من خلقه بعد أنبيائه ورسله وهذا مذهب اهل السنة والذي عليه الجماعة من أئمة هذه الأمة وقد ذهبت شرذمة لا مبالاة بهم الى ان حال الصحابة كحال غيرهم فليرم البحث عن عدالتهم ومنهم من فرّق بين حالهم في بداءة الأمر فقال انهم كانوا على العدالة آنذاك ثم تغيرت بهم الأحوال فظهرت فيهم الحروب وسفك الدماء فلا بد من البحث وهذا مردود فأن خيار الصحابة وفضلاءهم كعلي وطلحة والزبير وغيرهم رضي الله عنهم ممن أثنى الله عليهم وزكاهم ورضي عنهم وأرضاهم ووعدهم بالجنة بقوله تعالى (مغفرة وأجرا عظيما) وخاصة العشرة المقطوع لهم بالجنة بإخبار الرسول صلى الله عليه وسلم هم القدوة مع علمهم بكثير من الفتن والأمور الجارية عليهم بعد نبيهم بإخباره لهم بذلك وذلك غير مسقط من مرتبتهم وفضلهم اذ كانت تلك الأمور مبنية على الاجتهاد وكل مجتهد مصيب) انظر الصفحة 299 وما قبلها من الجزء السادس عشر من تفسير الجامع لأحكام القرآن وما أوردناه قليل من كثير مما يتعلق بواجب المسلم نحو الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم، فهم من تربوا على يدي سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنشأوا على الاسلام وهديه وخلقه الرضي، ان الصحابة رضي الله عنهم هم عناوين رسالة الاسلام وهم علامة نجاح رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرسالة التي أداها على اتم الوجوه وأكملها والنيل من أي واحد منهم هو نيل من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك ما لا يرضاه المسلم لنفسه وما لا يرضاه الله له. • ان قلب المسلم يتسع لمحبة كل أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وحفظ الود لهم هو حب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رضي عنهم نسأل الله تبارك وتعالى ان يجعلنا من المتأدبين مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتخلقين بأخلاقهم السائرين على دربهم، انه سبحانه وتعالى سميع مجيب.



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.