مجمع الفقه الاسلامي الدولي يعلن جواز زيارة القدس المحتلة إذا كان في ذلك مصلحة

مجمع الفقه الاسلامي الدولي يعلن جواز زيارة القدس المحتلة إذا كان في ذلك مصلحة


في الدورة الثانية والعشرين لمجمع الفقه الاسلامي الدولي التي انعقدت بدولة الكويت في الفترة (2/5 جمادى الآخرة 1436 هـ الموافق 22/25 مارس 2015 م صدر القرار (216/12/22) بشأن زيارة القدس الأهداف والأحكام الشرعية ورد فيه ما يلي: إن مجلس مجمع الفقه الدولي بعد اطلاعه على البحوث المقدمة بخصوص موضوع زيارة القدس الأهداف والأحكام الشرعية وبعد استماعه الى المناقشات التي دارت حوله انتهى الى أن الحكم الشرعي للزيارة مندوب ومرغب فيه ولكن النقاش دار حول تحقق المصالح والمفاسد في ذلك ويرى المجمع ان تقدير المصالح يعود الى المختصين من أولي الأمر والسياسة في بلاد المسلمين • ومن الضروري تذكير المسلمين بأن قضية القدس الشريف قضية الأمة بأجمعها وأنه من الواجب نصرتها وتأييد أهلها وأهل فلسطين ودعمهم • والقدس الشريف ليست لأهل فلسطين وحدهم وإنما هي للمسلمين جميعا وان الحفاظ على المسجد الأقصى المبارك من جملة ايمان المسلمين ومسؤولياتهم جاء هذا القرار الصادر عن أرفع هيئة علمية في العالم الاسلامي باعتبار ان كل الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الاسلامي ممثلة بصفة رسمية في المجمع وباعتبار ان كل المذاهب الفقهية السنية (الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي) وكذلك غير السنية (الزيدية والإباضية والجعفرية والإمامية) ممثلة فيه وباعتبار ان المجمع يضم في عضويته أعضاء عاملين من كبار علماء المسلمين كما يضم في عضويته بصفة خبراء عددا كبيرا من أهل الذكر • وهذه الدورة التي درست موضوع القدس كان الحضور فيها من الجانب الفلسطيني والأردني ومن جانب المنظمة الراعية للمجمع (منظمة التعاون الاسلامي) كبيرا ورفيعا فقد حضر من فلسطين كل من مفتي القدس السابق الشيخ عكرمة والمفتي الحالي الشيخ محمد حسين و المستشار الديني للرئيس الفلسطيني الأستاذ محمود صدقي الهباش وحضر من الأردن وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية وحضر من منظمة التعاون الأمين العام الدكتور إياد مدني وكل هؤلاء كانوا حريصين على إصدار قرار عن المجمع حول زيارة القدس باعتبار ما ثار من جدل واختلاف في الرأي في هذه المسألة بحيث اعتبرها البعض (زيارة القدس) في الوقت الراهن وهي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي الصهيوني غير جائزة ويرون في إجازة الزيارة للقدس تطبيعا مع الكيان الصهيوني واعترافا بالأمر الواقع !! • في حين نظر الطرف الآخر الى ان استمرار مقاطعة زيارة القدس فيه تعطيل لأمر شرعي يصل الى درجة المندوب (لا تشد الرحال إلا الى ثلاث المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى) وان مواصلة المقاطعة تعطيل لأمر مشروع لا يمكن ان يكون الاحتلال مبررا له • وان زيارة القدس والمسجد الأقصى ثالث الحرمين فيه تثبيت للمقدسيين بصفة خاصة وللفلسطينيين بصفة عامة وفيه مساندة فعلية لهم تجعلهم يصمدون ويظلون مرابطين في الأرض المباركة الى أن يأذن الله باستردادهم لحقهم الشرعي والتاريخي الذي تريد السلطات الاسرائيلية ان تغتصبه منهم وتنسيهم فيه • وان تمسك المسلمين ببيت المقدس والمسجد الأقصى وزيارتهما يفوت على اسرائيل غاياتها وأهدافها • كما يقدم أصحاب هذا الرأي حججا أخرى منها ان ملايين المسلمين في أروبا والأمريكيتين وآسيا وافريقيا لا ينفك الكثير منهم يزورون القدس وان العديد من الدول الإسلامية (تركيا، اندونيسيا وغيرهما) لها علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل وان تبادل الزيارات بينها وبين اسرائيل واقع فتصبح المقاطعة لاسرائيل جزئية ويدعو أصحاب رأي جواز زيارة القدس الى التأطير والإحاطة لزيارة هؤلاء المسلمين القادمين من البلدان غير الإسلامية ومن بعض البلدان الإسلامية وذلك يجعل هذه الزيارة تكون مفيدة وداعمة ومثبتة ومساندة للمقدسيين خصوصا وان هناك هيآت شرعية قائمة الذات تشرف على المسجد الأقصى وبقية المقدسات وبهذه الصفة تنجر عن الزيارة منافع جمة: مادية ومعنوية والأهم هو ان التلازم ينبغي أن لا ينفك في ذهن المسلم بين المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى • وحجة أخرى يقدمها أصحاب هذا الرأي هو ان الأردن (الى جانب الفلسطينين) صاحبة حق شرعي وقانوني اعترفت لها به منظمة الأمم المتحدة في الإشراف الديني على المسجد الأقصى وبقية المقدسات في فلسطين ومن هنا فهي مؤهلة لتنظيم الرحلات الى القدس لتظل محققة للغاية الدينية منها والمجنبة للتطبيع • وقد مضت الأردن منذ مدة في هذا الاتجاه فنظمت وبإشراف سمو الأمير غازي مستشار جلالة الملك عبد الله زيارات لبعض العلماء والشيوخ وكان آخرها الزيارة التي قام بها الأمين العام لمنظمة التعاون الاسلامي الدكتور إياد مدني الذي استقبل من طرف الرئيس الفلسطيني ورؤساء الهيئات الدينية الفلسطينية الذين باركوا هذه الزيارة وقد دعا الدكتور إياد مدني آنذاك المسلمين الى زيارة القدس والمسجد الأقصى دعما وتثبيتا للمقدسيين والفلسطينيين وحرص على ان يعطي لندائه سندا شرعيا فاقترح على مجمع الفقه الاسلامي الدولي إدراج هذا الموضوع في جدول أعماله للدورة الثانية والعشرين (المنعقدة في الكويت) وجاء هذا القرار ليعلن ان تقدير المصلحة من المفسدة يعود الى اولي الأمر والسياسة في بلاد المسلمين وبذلك يكون المجمع قد ترك أمر الزيارة الى السلطات الفلسطينية والأردنية وكذلك منظمة التعاون الاسلامي الممثلة لكل الدول الإسلامية فهي المؤهلة لتقدير المصلحة من المفسدة بالنسبة للقدس والمقدسيين والفلسطينيين الذين دعت هيآتهم العلمية والدينية: المفتي وخطيب المسجد الأقصى والمستشار الديني للرئيس الفلسطيني فضلا عن الوزير الأردني للأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية والأمين العام السابق لمجمع الفقه الاسلامي الدولي (الدكتور عبد السلام العبادي أردني) الى زيارة القدس ودعم المقدسيين والمباردة الى تنظيم رحلات للمسلمين القادمين الى القدس من خارج البلاد الإسلامية وبعض الدول الإسلامية حتى تحقق المردود المعنوي والمادي المطلوب دعما للقدس والمقدسيين

الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.