حوارات حول الاسلام مع الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي: الاسلام والغرب، وأوضاع المسلمين

حوارات حول الاسلام مع الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي: الاسلام والغرب، وأوضاع المسلمين


1- ما هي دواعي الأساسية لاهتمام الغرب بالإسلام الآن في رأيكم؟ ان اهتمام الغرب بالاسلام له مظهران فاهتمام الغرب دولا ومؤسسات سياسية يرجع الى خوف دول الغرب من اليقظة والصحوة الإسلامية التي صورت للغرب على انها تيار جارف سيأتي على الأخضر واليابس وهذا التصور هو نتيجة رواسب تاريخية تركزها الكنيسة ورجال الدين في الغرب وتذكيها الصهيونية العالمية وأساس هذا التصور واه محرف بعيد عن الواقع فتاريخ المسلمين في الشرق والغرب يشهد بأن الحضارة الإسلامية أكثر الحضارات انسانية مصداقا لقول الشاعر: ملكنا فكان العدل منا سجية فلما ملكتم سال بالدم أبطح ان المسلمين لم ينتهكوا الأعراض ولم يغتصبوا الأوطان ولم يقتلوا الطفال والشيوخ والنساء مثلما فعل الغرب عندما ساد وتسلط على الشعوب الأخرى ويهتم بالاسلام اليوم في الغرب عدد من كبار المفكرين والباحثين المتجردين الذين تحرروا من سيطرة الفكر المتعصب فقادهم بحثهم عن الحق الى الاعتراف بما للاسلام من قدرات على حل قضايا الفرد والمجتمع في مختلف مجالات الحياة في حين عجزت مذاهب متباينة في الغرب عن اسعاد الانسانية ان الانسان في الغرب يعيش تمزقا وغربة وضياعا على كل المستويات يبحث بلهف عن الحق والاسلام دين التوازن بين الروح والمادة والدنيا والآخرة والعقل والعاطفة يمكن ان يجذب اهتمام هؤلاء الحيارى رغم ان واقع المسلمين حاليا لا يساعد على هذا التوجه من الانسان الغربي نحو الاسلام • لقد فحصنا أوضاع المسلمين اليوم ما هو رأيكم في مشكلاتهم الحقيقية؟ *ان اوضاع المسلمين اليوم الغنية عن التشخيص والبادية لكل بصيرة تؤكد ان مشكلات المسلمين الحقيقية تمكن في ابتعادهم عن توجيهات دينهم الحنيف في مختلف مجالات الحياة فالاسلام لا يمكن ان يؤتي ثمره في حل مشكلات المسلمين الا عندما يؤخذ متكاملا عقيدة وعبادة وشريعة. ان الاكتفاء بجوانب من هدي الاسلام دون اخرى تجعله شبه المشلول فلا يحدث الأثر المطلوب في نفوس الناس وحركاتهم ولعل سبب هذه التجزئة والانشطار يعود الى جهل المسلمين بعطاءات دينهم وامكاناته الجبارة وحلوله المثالية ولعلماء الاسلام ودعاته ضلع في هذا الجهل والبعد عن هدي الاسلام فالمثل يقول من جهل شيئا عاداه فلو واكب علماء المسلمين ما يحدث حولهم من حوادث ويجد من معارف؟ وهل قدموا إجابات الاسلام وحلوله المتميزة ولو قدمت هذه الحلول بلغة العصر وأسلوبه لأقبلت عليها الأمة الإسلامية بل وحتى الأمم الأخرى • ما هو رأيكم في الأبحاث والدراسات الإسلامية المعاصرة وهل تملك القدرة على إقناع غيرهم؟ ان الدراسات الإسلامية المعاصرة كثيرة وتعددت مجالاتها: الاجتماع والسياسة والاقتصاد والقانون ولكن الجاد من هذه الدراسات قليل جدا، ان الكتابات الإسلامية العميقة تتطلب صبرا وتجردا واطلاعا عميقا على الفكر الاسلامي القديم ومختلف المذاهب العصرية وقد أخذ عدد من الباحثين يسلكون حسب تخصصاتهم هذا المسلك ولا شك انه سيؤتي أكله وان هذا المنهج من شأنه ان يقنع المسلمين فيزدادوا اطمئنانا بروعة دينهم، كما ان ذلك سيقنع كل متجرد عاقل بإمكانات هذا الدين وقدراته • لا شك ان هناك ارهاصات تعبر عن وجود صحوة اسلامية بارزة .. في أي شيء تتمثل لكم؟ ألا ترون أن ثمة ظواهر تهددها؟ ان الصحوة الإسلامية أمر واقع في كل البلاد الإسلامية وتتشكل هذه الصحوة بأشكال مختلفة: لهفة كبيرة وعودة تلقائية الى الاسلام من طرف كل فئات الأمة الإسلامية وبصفة خاصة الشباب كما ان الامة الإسلامية شعرت ان كل الروابط هي دون الرابطة الإسلامية وان أعداء الأمة الإسلامية يتفقون على معاداة المسلمين تجلى ذلك في قضايا المسلمين في أفغانستان وفلسطين ولبنان وغيره ولأجل ذلك شهدت الساحة الإسلامية دعوات على مختلف الأصعدة للتلاقي والتعاون والتلاحم وهذه الصحوة المباركة هي أمل الأمة الإسلامية ولكنها تحتاج الى وقفة الى جانبها للأخذ بيدها وتجنيبها العثرات، ان الأمة الإسلامية في هذه الفترة في حاجة الى دعاة علماء حتى يقع تجنب الأحكام الجزئية المبتورة، والدعوة الى الإسلام المتكامل فالعلم بالدين وفقهه أمر أساسي لتأمين مسيرة الصحوة الإسلامية المباركة وطالما ان الأمة الإسلامية تفتقد هذا الصنف من الدعاة العلماء لذلك انه يمكن ان تقع بعض التجاوزات • هل لديكم تصور للأساليب الكفيلة بجعل النظريات واقعا في حياة المسلمين؟ ان جعل النظريات واقعا في حياة المسلمين أمر يشغل ذهن قادة الاسلام وكبار المصلحين منذ زمن طويل وتصوري ان العودة بالمسلمين الى الاسلام عمل ذو واجهات متعددة منها الواجهة الشعبية والمقصود بذلك دعوة الناس أفرادا وجماعات الى حقائق الاسلام وضرورة الالتزام بها بعد الاقتناع وهناك واجهات أخرى تتمثل في مواكبة هذه الحركة الاقناعية على مستوى الأفراد والمجتمع بالتشريعات والأحكام ولو كان بالتدرج شيئا فشيئا



الكلمات الشائعة

 

الأستاذ محمد صلاح الدين المستاوي

خريج جامعة الزيتونة كلية الشريعة قسم الفقه وأصول الفقه : الليسانس وشهادة الدراسات المعمقة في موضوع : شروح الموطأ باحث بجامعة أكسان برفانس مرسيليا فرنسا من 2001-2002 إلى 2008-2009

الكلمات الشائعة

العنوان

28 نهج جمال عبد الناصر –تونس
+216 71 43 21 33
+216 71 32 71 30

الاسلام: حقائق وأعلام ومعالم

موقع الشيخ محمد صلاح الدين المستاوي عضو المجلس الإسلامي بتونس وخريج جامعة الزيتونة (كلية الشريعة وأصول الدين) يتضمن تعريفا بالشيخ والده الحبيب المستاوي رحمه الله وهو احد علماء الزيتونة ودعاة الإسلام حيث سيجد المتصفح لهذا الموقع فقرات من أعماله.